الجمعة، 10 أكتوبر 2008

دعارة الكلمة


قمة هذه المأساة عندما قامت القيامة ولم تقعد على ما أرتكب الأعداء الأمريكان في سجن أبو غريب،والصهاينة في فلسطين..ولكن لا أحد أستنكر ولو بكلمة واحدة ما أرتكب في حق هذه الشعوب منها وبيد الأخوة والأهل وأبناء الوطن..ما أرتكب الذين يتظاهرون بالعداء للاستعمار إلى درجة السمسرة في آخر مواطن تتم سرقة ممتلكاته وتقديمها في هدايا وعطايا وتعويضات .
قمة الكلمات العاهرة والداعرة(وأهلي وإن جاروا علي كرام)!أي كرم وأي رابطة تعطي الشرعية لاستباحة شرف وعرض ومال إنسان لمجرد انه عجز عن الدفاع عن نفسه في مواجهة حاكم تحول إلى رئيس عصابة،ينهب خيرات وطن مع جماعته ليعيش عليها مع مصارف الغرب ؟!.
. عبد الناصر والأسد والنميري والقذافي وصدام والبشير ومبارك..والقائمة طويلة عريضة في أمة ذليلة،والمطاردة ليست داخل الوطن وخلف أبواب زنازينه،ولكن خارجه..ولا مطاردة إسرائيل للفلسطينيين،ومع هذا ورغم هذا فنحن خير أمة أخرجت للناس ونحن أشداء على الكفار رحماء بيننا !حتى يصل الأمر إلى برنامج في محطة الجزيرة،ليحضر لنا موسيقار مصري قد صور في سيمفونية ما حل بالعراقيين في سجن أبو غريب..أين ما حصل لأبناء الجنوب في ذلك الشريط التلفزيوني المصور،الذي طاف به الشاب العراقي اللاجئ على محطات العالم العربي والغربي،ولم يأخذه أحد ليعرضه حتى دخلت القوات الأمريكية للعراق،فشاهده العالم كله !.
. كان علي حسن المجيد يقتاد المواطن العراقي مع عنقه بحبل مثل حيوان يقاد إلى المذبح،ليلقي به على الأرض ويضربه على وجهه بحذائه .لم يشاهد أحد ذلك الشريط،لأن الجميع كان يتعيش من كوبونات النفط..حتى جيران العراق من أصحاب المعالي والنخوة والشهامة والكرامة.
. أنطلق عالم دعارة الكلمة والصورة على مدى نصف قرن مع سيمفونية(وطني حبيبي الوطن الأغبر..يوم عن يوم أوجاع بتكبر..وإنكساراته ماليه حياته..وطني بيخرب وبيدمر..وطني.. وطني..آه..آه)وسقط عبد الناصر بترسانة(محمد حسنين هيكل..هات القوة وتعامل !!)هات الكلام الفارغ وتعامل !!صاحب مقال(بصراحة)أو مخدر العرب..وأحمد سعيد صوت الجرب..وقوادة عبد الحليم(أحنا الشعب أحنا الشعب..أخترناك من أجل الكذب..يا فاتح باب الهمجية والجماهيرية..والسلطة الغير شعبية)حتى جاء الشيخ حمد بمحطة الجزيرة بعد إفلاس إذاعة صوت العرب وأحمد سعيد ومحمد سعيد الصحاف،ومجلة الوطن العربي والشركة السعودية للأبحاث والتزوير .
. جاء الشيخ بترسانة جديدة تستخدم آخر أساليب العصر في اللعب على جميع الحبال في دعارة الكلمة والصورة،مستعينا بجميع الخبرات العربية بما في ذلك فارس نكسة يونيو 1967 محمد حسنين هيكل ..لكن محطة الشيخ حمد جاءت متأخرة بعد أن أصبحت الفضيحة بجلاجل وعدد الهاربين من العالم العربي يفوق عدد القادمين من العالم للإقامة في الأراضي التى تستولي عليها إسرائيل كل يوم..لكن حاكم قطر ثابت على عروبته ومحطته،فلا حق لجؤ سياسي لعربي من الهاربين،حتى لو تباكت محطة الجزيرة على ما يفعل الأمريكان في العراق،فالدعاية الإعلامية والمزايدة لا علاقة لها بالأمانة في سيمفونية النفاق)!.
. هزمت اليوم دعارة الكلمة والصورة ولله الحمد والمنة،في خروج محمد حسنين هيكل من قائمة الصحفيين الذين يثق الناس فيما يقولون،ليصبح مجرد ضاربة ودع لتسالي من عندهم أحزان وأموال ويتوحمون على مستقبل أفضل لا يشاركون في صناعته خوفا على حياتهم ومصالحهم،وما أكثرهم في أمتنا التعيسة !..هيكل القادم من خريف الفاشية العربية لانقلاب عبد الناصر رائد الخراب وتحريم الأحزاب،وصاحب المصطلح الشهير في ثقافة الحمير وما يطلق عليه(الشرعية الثورية) في سرقة الشعوب العربية،حيث تم تحويل شعوبنا إلى أقليات في الأوطان تحت سطوة كل مغامر وجبان، شخص واحد.. يعز من يشاء ويذل من يشاء..وهو على كل شئ قدير .قال الشيخ الشعراوي وهو يقف إلى جانب حسني مبارك في التلفزيون(وأعطيناه الملك)!!وهذه طريقتهم في خلط الأوراق والصفات والمواصفات في ذهن الإنسان البسيط بين الله والحاكم.. و(رزق خو عند خوه)! .
. تم تحويل الشعب المصري العريق إلى عمال في الخليج ومهاجرين في بلاد الله الواسعة..وقسم البشير الشعب السوداني ما بين أقليات عربية إسلامية،وإسلامية غير عربية،وعربية غير إسلامية وأفريقية وثنية وحتى سودانية غير سودانية !! ولا تسأل عن مملكة في أرض سيد الكائنات وأشرف خلق الله،حولت شعب إلى رعية للأسرة السعودية مختومة على أقفيتها بختم الأسرة الحاكمة والمالكة ولله الفضل والمنة .
. لكن سيمفونية دعارة الكلمة والصورة ما زالت تصدح في برنامج(بلا حدود)اقول لمقدم البرنامج صاحب ترقيص الحواجب احمد منصور ..أين كنت يوم بعث صدام حسين العمال المصريين المذبوحين في العراق،من قاعة كبار الزوار في القاهرة وفي نعوش ؟!..لماذا لم نسمع سيمفونية الحزن هذه ؟!ولماذا لم نسمعها يوم شنق القذافي طلبة الجامعات في ساحات الجامعات..؟ اين كنت!بلا حدود أين ؟...أنتهي أيها السادة عصر الخرافة والنخاسة ويلحق به اليوم عصر دعارة الكلمة المصورة.أرجو أخطار وزير خارجية محطة الجزيرة بأن لا أحد يصدق ما تقولون لأن الإنسان ذبح ويذبح داخل الوطن،تحت موسيقى الثورة العربية والقومية العربية..فهل البكاء على ضحايا تعذيب سجن أبو غريب يعيد ضحايا سجن ابو زعبل..أم ضحايا سجنابو سليم أم سجن الحسن المغربي الشهير..لم يعد ضحايا سجن أبو غريب بالشئ الغريب،حيث أصبح المواطن في الوطن غريب .
.
نحن نبشر بهزيمة دولة الهزيمة العربية وحاكمها الذي لا يعرفه أحد ولا يريده أحد ودائما يحكم باسم الله،حتى يجد لنفسه شرعية خارج إرادة الشعب الذى له الحق الكامل في اختيار من يخدم مصالحه..لا من يركع على أقدامه ويدعو له بطول العمر على المنابر لينهب خيراته ويطارده داخل بلاده وخارجها

ليست هناك تعليقات: